الأربعاء، 16 مايو 2012

البرنامج الثقافي - الشمس


الشمس
الشمس نجم مكون من غاز ساخن جدا، والطبقة الخارجية للشمس هي التي تسمى المتكور المضئ (الفوتوسفير) وهي سطح الشمس النير ، الذي يبدو خشنا كأنه مكون من ملايين الحبات من الأرز، وذلك لأن بعض أقسام الغاز أشد حرارة من الأقسام الأخرى، حيث تظهر ساطعة براقة، وعلى سطح الشمس كلفا سوداء وتلفها مسطحات أخف منها قليلا، وهي عبارة عن ثقوب في سطح الشمس يتدفق منها الغاز والحرارة والأشعاع من داخلها، وتسمى هذه البقع الشمسية كلف الشمس.
تتكون الشمس مثل باقي النجوم من الهيدروجين كمكون اساسي يمثل 92 % وخلال عملية انتاج الطاقة تتحول ذرة الهيدروجين الى الهليوم والذي يمثل 7.8 % من مكونات الشمس والباقي عناصر اخرى مثل الاوكسجين والذي يمثل 0.06 % والكربون والكبريت والنيتروجين.
تعد الشمس أقرب النجوم إلى الأرض وتحوي من الأسرار والغرائب أكثر بكثير مما أكتشف، وان طبيعة شمسنا ككرة غازية ملتهبة بدلا من أن تكون جسما صلبا جعل لها بعض الحقائق العجيبة منها: إنها تدور حول محورها بطريقة مغايرة تماما لطريقة دوران الكواكب الصلبة ، فوسط الشمس " خط استوائها " يدور حول المحور دورة كاملة في 25 يوما بينما تطول هذه المدة في المناطق شمال وجنوب خط الإستواء حتى تصل إلى حوالي 37 يوما عند القطبين ، أي أن الشمس في هذه الحالة تدور وكأنها تفتل فتلا وطريقة دورانها تسمى الدوران التفاضلي.( Differential Rotation)، ولعل هذه الحركة التي وصفها ابن عباس عندما قال عن الشمس إنها تدور كما يدور المغزل، وهذا بالتالي يؤدي إلى تداخل خطوط القوى المغناطيسية الموجودة على سطحها بطريقة معقدة جدا وهذه بدورها ومع مرور الزمن تؤثر بشكل قوي على ظهور بعض الظواهر الشمسية مثل الكلف الشمسي وتنتفض الشمس وتهتز مثل " الجيلي " جاء هذا الاكتشاف في دراسة أعدت سنة 1973 عندما حاول العالم ( R.H.Dicke ) قياس قطر الشمس بين القطبين وعند خط الإستواء ليتأكد إذا كان هناك أي تفلطح للشمس، أي أن قطرها عند القطبين أقل منه عند خط الإستواء والعكس صحيح فأطلق التعبير أن الشمس تهتز مثل " الجيلي" إلا أن هذا الاهتزاز مسافته لا تزيد عن 5 كيلومتر وبسرعة 10 أمتار في الثانية وهذه بالطبع تحتاج إلى أجهزة بالغة في الدقة والتعقيد لاكتشافها ثم اكتشف بعد ذلك فريق من العلماء الروس والبريطانيين سنة 1976 بان هناك "اهتزازات " أخرى،( Oscillations ) للشمس إحداهما تحدث كل خمسين دقيقة والأخرى تحدث كل ساعتين وأربعين دقيقة، وأصبح الان ما يسمى بعلم " الزلازل الشمسية " ذا أهمية قصوى في علم الفلك لتعلم أسرار الشمس والتي مازال هناك الكثير لفك اسرارها وخفاياها. الشمس مصدر الدفء والضياء على الأرض وبدون الشمس تنمحى الحياة على الأرض . فالطاقة الشمسية لازمة للحياة النباتية والحيوانية ، كما أن معظم الطاقات الأخرى الموجودة على الأرض مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعى والرياح ما هى إلا صور مختلفة من الطاقة الشمسية. وقد يندهش القارىء إذا ما علم أن الشمس التى هى عماد الحياة على الأرض والتى قدسها القدماء لهذا السبب، ما هى إلا نجما متوسطا في الحجم والكتلة واللمعان، حيث توجد في الكون نجوم أكبر من الشمس تعرف بالنجوم العملاقة، كما توجد نجوم أصغر من الشمس تعرف بالنجوم الأقزام. وكون الشمس نجما وسطا يجعلها أكثر استقرارا الأمر الذى ينعكس على استقرار الحياة على الأرض. فلو زاد الإشعاع الشمسى عن حد معين لاحترقت الحياة على الأرض ولو نقص الإشعاع الشمسى عن حد معين أيضا لتجمدت الحياة على الأرض . والشمس هى أقرب النجوم إلى الأرض، وهى النجم الوحيد الذى يمكن رؤية معالم سطحه بواسطة المنظار الفلكي. أما باقى النجوم فيصعب حتى الآن مشاهدة تفاصيل أسطحها نظرا لبعدها السحيق عنا. فلوا أستخدمنا أكبر المناظير في العالم نرى النجوم كنقط لامعة وبدون تفاصيل، أما لو استخدمنا منظارا متوسطا في القوة لرأينا مساحات على سطح الشمس تساوي مساحة مصر تقربيا. وعلى سبيل المثال المقارنة نجد أن متوسط بعد الشمس عن الأرض يساوى 93 مليون ميل ويعرف بالوحدة الفلكية لقياس المسافات في الكون وتساوى 147.6 مليون كم . أما أقرب نجم أو شمس لنا بعد شمسنا يقدر بعده بحوالى 4.2 سنة ضوئية أى يعادل حوالى 42 مليون مليون كيلو متر، بينما المسافة الزمنية التي يقطعها الضوء ليصل إلينا من الشمس هو ثمانية دقائق ونصف وهذه المسافة اذا ما قورنت بأقرب نجم تعتبر قصيرة ولكنها بحساباتنا الأرضية هائلة وتبلغ ما مجموعه لو درنا حول الأرض أربعة آلاف مرة تقريبا. وهذه الكرة الشمسية المستديرة تحوي كمية هائلة من الغاز الملتهب المتماسك والشديد الحرارة، وهناك في بعض الأحيان تبدو الشمس وكأنها تلبس حلقة وردية من النتوءات وهو عبارة عن ضوء شاحب وردي حول الشمس كالتاج، يسمى الشواضي الشمسية، يعلوه طبقة من الغاز الحار اللؤلؤي المنتشر يصورة رقيقة في الفضاء ويدعى الأكليل الشمسي. وعلماء الفلك يستطيعون رؤية الشواضي الشمسية والأكليل وكذلك كلف الشمس التي هي على شكل بقع سوداء تظهر أحيانا على سطح الشمس بأستخدام الآلات والمراصد فلكية.
الشمس بالنسبة للكواكب كالأم بالنسبة لأطفالها يا صديقي ، لن أتمكن بالتأكيد من ذكر جميع فوائد الشمس .. ولكن سأحاول ذكر أهمها:

1- لولا الشمس لما تشكلت الأرض وبقية الكواكب التي نراها الآن ، لأن جاذبية الشمس قامت منذ أكثر من 5 مليارات عام بأسر مجموعة صخور وحطام فضائي عشوائي لتدور في مدار حول الشمس ، وبدأت هذه الصخور والأجرام بالتصادم والتجمع بفعل جاذبيتها الذاتية حتى تشكلت الكواكب التي نراها اليوم ... ولازلنا حتى اليوم تحت تأثير جاذبية الشمس التي تحافظ على المسافة بينها وبين الأرض ، وإلا فإما كان الكوكب سيسقط إلى داخل الشمس أو أنه سيفلت ويبتعد عن الشمس بلا عودة ليضيع في الفضاء السحيق ..

2- قامت الشمس عبر تاريخها الطويل بجذب المذنبات الجليدية الهائمة خارج حدود نظامنا الشمسي إلى داخله مما أدى إلى تصادم بعض هذه المذنبات بالأرض مما أدى إلى تزويد الكوكب بالمياه ..

3- تقوم الشمس بتزويد الأرض بالحرارة اللازمة لنشر الدفء على الكوكب ، كما أنها توفر الضوء اللازم للنباتات من أجل قيامها بعملية التركيب الضوئي .

4- تزودنا الشمس بالطاقة وتعتبر مصدر أساسي للطاقة النظيفة التي لا تنضب ..

5- تقوم الشمس بتزويدنا بفيتاميد (د) المهم لبناء العظام ..

صحيح أننا نعيش في بلاد مشمسة طوال السنة تقريباً . وصحيح أن جسمنا اعتاد نوعاً ما على الشمس . ولكن الصحيح أيضاً هو أن هناك العديد من الأفكار الخاطئة التي ترتسم في مخيلتنا حول الشمس وفوائدها ومضارها . كما أن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة في أذهاننا حول أشعة الشمس وآثارها على جسم الإنسان . في هذا الموضوع نقدم مجموعة من الأفكار والمعلومات ونظهر الصواب فيها من الخطأ .

هل صحيح أن الشمس تسبب سرطان الجلد ؟

صح . فالدراسات التجريبية أثبتت أن الإصابة بسرطان الجلد مرتبطة مباشرة بكمية الأشعة فوق البنفسجية التي تلقاها الإنسان خلال حياته حتى في أيام طفولته !


انعكاس أشعة الشمس أقوى على الماء منه على الرمل ؟

خطأ . فبعكس ما يظن الكثيرون يعكس الماء ما بين 5% و10% من أشعة الشمس ، 

بينما يعكس الرمل الجاف ما بين 15% و 30% من هذه الأشعة . ولذلك يمكن للإنسان أن يصاب بضربة شمس وهو تحت مظلة على شاطئ البحر . كما أن العشب الأخضر الذي نجده في الحدائق أو على أطراف المسابح يعكس الأشعة أيضاً بنسبة 3% تقريباً . ولذلك فالأطفال الذين يلعبون مثلاً تحت مظلة على العشب يمكن أن يصابوا أيضاً بضربة شمس إذا استمروا تحتها طويلاً . وحتى تحت الماء يمكن للإنسان أن يصاب بضربة شمس على بشرته لأن الأشعة تخترق الماء بنسبة 50% خاصة وأن نقاط الماء على البشرة تفعل فعل الزجاج المكبر أي أنها تضخم قوة الأشعة

هل يجب إذا على المرء أن يهرب من الشمس ويتفاداها ؟

خطأ . فالواقع أن المرء لا يمكنه الاستغناء عن الشمس لأنها تسمح للبشرة باختزان 

فيتامين (د) . وهذا الفيتامين يلعب دوراً أساسياً في عملية تكاثر الخلايا وتناميها ، والمدة المعقولة لتأمين ذلك هي ما بين 10 إلى 15 دقيقة عند الظهر مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع

عدم التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى انهيار عصبي ؟

صح . فالتعرض للضوء معروف بفوائده العلاجية خاصة في ميدان القلق النفسي . وهذا 

يحدث أحياناً عند الذين يستعملون نظارات قاتمة اللون ، أو عند اللواتي يتعاطين حبوب منع الحمل . أما أعراضه فهي : التعب المستمر ، الرغبة في النوم ، الحزن ، فقدان الثقة بالنفس و زيادة الوزن

الشمس تشفي من المشاكل الجلدية ؟

صح. وخاصة ما يسمى بالصدفية والاكزيما والبقع الفطرية وغير ذلك . لكن ذلك يتم 

أحياناً باستعمال أشعة الشمس صناعياً داخل كابينات خاصة تولد الأشعة الفوق بنفسجية فهذا أسرع ويمكن التحكم فيه

أشعة الشمس تخفف من مشاكل حب الشباب ؟

خطأ . فالشمس تتسبب في إنتاج مضادات للالتهاب تهدئ هذه الحبوب مؤقتاً أثناء

 التعرض لأشعة الشمس لكن بعد ذلك تكون الطبقة القرنية قد أصبحت سميكة بفعل الشمس وبالتالي تمنع خروج الإفرازات والأوساخ وتكون النتيجة تضاعف حب الشباب

بعض الأدوية يمكن أن تسبب بقعاً عند تعرض متعاطيها للشمس ؟

صح . فبعض المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات وغيرها تتسرب في البشرة 

وتمتص أشعة الشمس مما يدفع البشرة إلى ردة فعل سريعة ، وهذا يسبب بقعاً واضحة واضطرابات في أنسجة البشرة أو يؤدي ذلك إلى حساسية تظهر على شكل أكزيما

استعمال منتجات الوقاية من الشمس يسمح بالبقاء تحت أشعتها لفترة أطول فيما لو لم تستعمل هذه المنتجات ؟

خطأ . فهذه المنتجات تؤخر ظهور ضربة الشمس فقط . ولكن يجب الانتباه إلى أن تمديد

 فترة التعرض للشمس مع استعمال هذه المنتجات يجعل الجسم يتلقى كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية . وهذا يزيد من احتمال الإصابة بهرم أو شيخوخة البشرة ، والإصابة بسرطان الجلد 

المنتجات المسماة ( وقاية كاملة ) أو ( حاجب كلي ) للشمس تقي الجسم كلياً من الأشعة ؟

خطأ . فالأشعة تتسرب برغم ذلك ، لكن هذه المنتجات تحمي بشكل لا بأس به الجسم من

 الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء

كريمات الشمس قد تسبب الحساسية ؟

صح . فالمنتجات التي تحمي الجسم من الأشعة الفوق بنفسجية يمكن أن تؤدي إلى



 حساسية البشرة وفي بعض الأحيان فغن وضع كريم وحده لا يؤدي إلى الحساسية بال التعرض مع الكريم للشمس هو الذي يسببها.


معلومات عن الشمس .... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق